الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

السبت، 29 أغسطس 2009

الجزائر أصبحت البقرة الحلوب لأشباه فنانين عرب


تحت غطاء المهرجانات السينمائية والتبادل الثقافي:أشباه فنانين عرب ملوك في الجزائر


:أشباه فنانين عرب ملوك في الجزائر تحت غطاء المهرجانات السينمائية والتبادل الثقافي:أشباه فنانين عرب ملوك في الجزائرتكرست مع الوقت ظاهرة لطالما عبر العديد من المثقفين والإعلاميين عن اشمئزازهم منها في العديد من المهرجانات واللقاءات التي تنظم هنا وهنا في الجزائر، والتي يستدعى إليها العديد من الفنانين العرب الذين يأخذون من الجزائر أكثر من حقهم، كل هذا ليس إلا لإشفاء عقدة النقص عند منظمي تلك المهرجانات.
تأتي الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم العربي المنظمة في مدينة وهران، لتؤكد على تكريس ظاهرة المغالاة في الرفع من شأن وأهمية العديد من الفنانين العرب، الذين لا يرقى العديد منهم إلى درجة الفنان بمعنى الكلمة. دعوات إقامات فاخرة، مبالغ خيالية، وتكريمات لهؤلاء الفنانين الذين أصبحت الجزائر بالنسبة لهم موعدا ليصبحوا ملوكا، ولو لحين، يتذكرونها خلال تلك التظاهرات، وينسون أن هناك بلدا اسمه الجزائر بمجرد عودتهم إلى بلدانهم.
هذا المشهد، ولسوء الحظ، صنعه من هم من الطبقة المثقفة في بلادنا، الذين ينظمون مثل هذه المهرجانات التي كان بإمكانهم تنظيمها أحسن وبتقديم صورة أفضل عن الجزائر. إلا أن واقع تلك المهرجانات تشير إلى أن المنظمين يستقبلون من هب ودب من الفنانين العرب، ويكرمون منهم من ليس أهلا للتكريم، وقد يكون ذلك التكريم متكررا لدرجة يصبح باهتا، ولا معنى له يتجاوز التكريم والعرفان ليفرغ تلك التظاهرات من محتواها.

نفس الوجوه تعود
سجل المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثالثة بمدينة وهران عودة نفس الوجوه تقريبا التي شاركت في الدورتين السابقتين، وكانت السينما العربية من شرقها إلى غربها لا يمكن أن تمثل سوى بثلة من الوجوه الفنية المصرية التي تعودنا رؤيتها في المسلسلات الدرامية التي تعرض في شهر رمضان، وبعض الأسماء الفنية السورية التي وجدت في الجزائر ملاذا لها، كيف لا وهي التي تستقبل كل سنة استقبال الملوك. هؤلاء الفنانين يقدمون إلى الجزائر، يكرّمون، يلقون الاهتمام الإعلامي المتميز الذي لم يحلموا به في بلدانهم، ينتقدون السينما الجزائرية ويعلنون عن فرحهم لحفاوة الاستقبال، ثم يعودون من حيث أتوا. إلا أن الخطأ ليس خطاهم بل خطأ من يدعوهم، على غرار السيد حمراوي صاحب المهرجانات السينمائية اللامعة. التماثيل الذهبية لا يهم إن كانت ''فنكا'' أم ''اهقارا''، المهم أنها من ذهب، وأنها تبذير للمال. فإذا نظرنا إلى المهرجان بمنطق التظاهرة الثقافية ذات الطابع الدولي، فيمكن القول إن هذا الأخير لا يتوفر على المعايير التي نجدها في تلك التظاهرة، فليس بعيدا، ولن نذهب بعيدا إلى مهرجان كان الدولي للسينما بفرنسا أو مهرجان برلين السينمائي، فقريبا منا وعربيا فقط، مهرجان دبي السينمائي وكذا مهرجان القاهرة الدولي للسينما، مستواها أبعد بكثير عن مهرجان وهران الدولي للسينما العربية. ولا مبالغة في هذا الصدد إذا ما عقدنا أي مقارنة، فنحن هنا لا نبحث عن ''بريستيج'' هذه المهرجانات التي يعود تاريخ إنشاؤها إلى سنين غابرة، على غرار مهرجان القاهرة الدولي للسينما الذي انطلق في صيف 1976، ولكن الحديث يجري على مستوى المشاركة والمنافسة فيه، وكذا على مستوى التغطية الإعلامية للحدث على المستوى العربي قبل العالمي. فلماذا نحن دائما من نذهب ونسعى إليهم وإلى رضاهم وأن نكون في حسن ظنهم، ونحيط تظاهراتهم ومهرجاناتهم بالاهتمام الإعلامي، ونبني لهم صروحا من المديح، فيما يبقون في غنى عن كل تظاهراتنا؟ فكيف يمكن تفسير هذا بغير الاستخفاف وعدم الاهتمام؟ وإلى متى سنظل على هذا الحال التعيس نجري وراء العرب؟

أين كرامة الفنان الجزائري؟
عندما نرى منظمي مهرجاناتنا وتظاهراتنا الفنية كيف يتعاملون مع ضيوفهم العرب، يتبادر إلينا السؤال عن الفنان الجزائري وكرامته، كرامة لم يصنها له من في الداخل، فكيف يصونها من في الخارج؟ فنحن نستقبل يسرى وسوزان نجم الدين وقبلهما إلهام شاهين ومنى واصف وغيرهن بأيد مفتوحة وبساط أحمر وفنادق من خمس نجوم، ونجعل منهم ضيوف شرف مهرجاناتنا، فيما يبقى الفنان الجزائري مجهولا في العديد من الدول العربية، ونحن نتذكر جيدا كيف استقبل الوفد الجزائري في دمشق خلال احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية. كما لا نتوانى نحن عن تكريمهم، ولا حرج إن كان ذلك عدة مرات في ذات المناسبة أو في مناسبات أخرى، تكريمات مبالغ فيها، لحد أن هؤلاء الفنانين في حد ذاتهم لم يفهموا معادلة التكريم في الجزائر. فعلى سبيل المثال، الفنانة السورية المصرية الأصل منى واصف قد تم تكريمها في الجزائر مرتين، صحيح أنه لا يمكننا أن ننكر عطاء فنانة بحجم منى واصف التي تألقت في أكبر الأعمال السينمائية العربية، فيلم ''الرسالة'' لمصطفى العقاد، وكذا حضورها المتميز في العديد من أفلام الدراما السورية، ولكن تكريمها لمرتين أمر مبالغ فيه نوعا ما. ألم نجد غير منى واصف لتكريمها؟ ثم إنه خلال المهرجانات السينمائية التي تنظمها الدول العربية، الحضور الجزائري كان دائما شبه منعدم. فالبرغم من ضعف السينما الجزائرية مقارنة بالمصرية، وضعف الدراما الجزائرية أمام السورية، فإن هذا لا يعني أن الساحة الفنية الجزائرية خالية على عرشها، إذ هناك أسماء لامعة، خاصة على مستوى السينما، تستحق العرفان على المستوى العربي والقاري والعالمي، أمثال لمين مرباح، لخضر حمينة وغيرهم من المخرجين الكبار الجزائريين، وكذا من الممثلين والممثلات. إلا أن الواقع مغاير تماما لهذا، فالواضح أن مهرجاناتنا وفنانينا لا يهمونهم، وما يهمهم في الجزائر هو التكريم والظهور الإعلامي والجمهور، أو بتعبير آخر المستهلك الجزائري المتميز باستهلاكه لكل شيء دون انتقاء أو اختيار، لذا يتعاقبون على أي تظاهرة تنظمها الجزائر ليقولوا إنهم مولعين بالجماهير الجزائرية، وأن السينما الجزائرية متميزة، ولكن مشكلة اللغة هي التي تجعلها غير متطورة. فهل تريدنا يسرى أن نقدم أفلاما جزائرية السيناريو ومصرية اللهجة، كما تريد تماما سوزان نجم الدين أن نقدم ذات الأفلام بلهجة شامية خالصة؟ وكيف تمكنوا هم من فرض لهجاتهم على المستوى العربي بالرغم من أنها قد تصعب على غيرهم فهمها ولا هي بالقريبة إلى اللغة العربية الفصيحة أكثر من اللهجة العامية الجزائرية؟ وأكثر من ذلك، فإنهم تمكنوا من فرض لهجاتهم المحلية، على غرار اللهجة الصعيدية في مصر ولهجة بادية الشام، فيما يريدوننا أن نتنازل عن لهجاتنا حتى يهتموا بأفلامنا وإنتاجنا الفني، مما ينم عن سوء النية اتجاه السينما الجزائرية، كيف لا وهم الذين ترجموا العشرات من الأفلام المكسيكية ومؤخرا التركية إلى لهجاتهم المحلية، يعجزون عن عرض أفلام جزائرية حتى وإن اقتضى الأمر ترجمتها، وهنا اعتبارات كثيرة تدخل في الأمر، لأنه وببساطة ليس من صالح هؤلاء أن تتطور السينما الجزائرية أكثر مما هي عليه الآن.
المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثالثة بمدينة وهران وكذا في طبعاته السابقة، لم يكن سوى مناسبة للكشف عن عورة الجزائر في مجال إقامتها لأي تظاهرة ثقافية كانت، والفشل الذريع لمنظمي هذه المهرجانات في تحقيق أي هدف إلا في الظهور بمظهر الضعف والولع بالغير وخدمة المصالح الشخصية جدا. أما غير هذا، فلا شيء يذكر، ما دام المنظم نفسه والمدعوون والمكرمون ذاتهم.
طاهر أوشيحة

هل كان هواري بودين مناضلا حقا ؟


السيناتور السابق والمجاهد جمال الدين حبيبي ضيف ''النقاش'' : بن بلة ادّعى هجوم المغرب على الجزائر في 63 لوقف الصراع على السلطة

صراع على السلطة




يعري المجاهد والسيناتور السابق، جمال الدين حبيبي، حقائق جديدة تتعلق بثورة التحرير، كانت قبل الآن من المسلمات التي لا نقاش فيها، بسبب عدم رغبة المسؤولين الحاليين في العودة إلى الوراء، حيث يكشف أن هجوم المغرب على الجزائر سنة 1963 لم يكن إلا ادّعاء من الرئيس الأسبق أحمد بن بلة من أجل وقف الصراع على السلطة، وأن مليون ونصف المليون شهيد أكذوبة لنهب المال. كما ينسب اغتيال الشهيدين سي الحواس وعميروش إلى جماعة وجدة وغارديماو، ويقول إن بومدين وبوتفليقة تنقلا إلى المنطقة السابعة من أجل التقاط صور مع مجاهدين، ولم يخدما الثورة بالطريقة المشاعة عنهما. أما بخصوص وضع الجزائر الحالي، فيرى أنها أصبحت ورشة للصوصية ونهب المال وإفقار الشعب، وبالتالي فهي مستعمرة في يد عصابة، بعد أن حررها المجاهدون من الاستعمار الفرنسي. ويرى أيضا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يفعل سوى الاستمرار في سياسة البرستيج التي انتهجها الرئيس الراحل هواري بومدين.


من ركبوا قطار الثورة في اللحظات الأخيرة أصبحوا يتقدمون الصفوف

خلال لقاء مع طاقم ''الخبر الأسبوعي''، أوضح جمال الدين حبيبي، هذا الوجه من وجوه ثورة التحرير، أن ''الذين ركبوا قطار الثورة الجزائرية في اللحظات الأخيرة هم من أصبحوا يتقدمون الصفوف ويقودون ويتزعمون''، كما أكد على أن المغرب لم يهاجم الجزائر في 1936 مثلما هو معروف، مشيرا إلى أن أحمد بن بلة ادعى ذلك لوقف الصراع الدائر على السلطة.

بومدين قدم من المغرب مع شخص في سفينة وجلب معه بعض الأسلحة. لم تكن أسلحة كثيرة، نظرا لكون السفينة كانت قاربَ نزهة صغيرا. رفيق بومدين هذا كانوا ينادونه في البداية سي مراد. وبعد ذلك، أصبحوا ينادونه سي بوسيف، وفي الأخير الحبيب ''زون'' 4! من كان هذا الرجل؟ إسمه الحقيقي حلفاوي محمد صالح، وهو من عزابة. وقد تجاهله التاريخ اليوم. لقد مُحي من التاريخ كما مُحي كل الثوار. هذا الرجل جرت تصفيته خلال الثورة. لعلكم تذكرون أنه في نوفمبر 1999 أعاد بوتلفيقة الاعتبار لأربعة من الثوار من ضحايا جماعة وجدة. كان هناك النقيب زهدور محمد المدعو عبد الخالق، قائد المنطقة السادسة بالولاية الخامسة الذي استدعته قيادة الأركان بوجدة وأعدمته هناك، إضافة إلى الضابط بوزيدي مختار المدعو عقب الليل، الذي أعدم هو الآخر بوجدة، وحلفاوي محمد صالح الذي رافق بومدين وفضل الالتحاق بالثورة في الداخل، وانتهى إلى المصير نفسه بعد استدعائه إلى وجدة، شأنه شأن بلحسن محمد المدعو النقيب الزوبير من منطقة الدهموني بتيارت، المنطقة السابعة بالولاية الخامسة الذي فرّ من جماعة وجدة ولجأ إلى الرباط، وطلب حماية الملك محمد الخامس الذي اشترط على بومدين عدم إعدامه بعد تسليمه له، إلا أن بومدين خلف وعده وألحقه بقائمة المعدومين.
كان بوتفليقة قد هاتفني ليطلب مني موافاته بأسماء هؤلاء الأربعة الحقيقية بأسرع وقت. وبالطبع، علمت فيما بعد أن الغرض كان إعادة الاعتبار لهؤلاء الثوار. أصبحنا اليوم نعيد الاعتبار لأبناء الثورة.. لأولئك الذين غذوا الثورة بعرقهم وبدمهم! لأولئك الذين صعدوا إلى الجبل في سبيل الله! في سبيل الوطن! أعود إلى مقولتي التي لن أملّ من ترديدها.. لقد حرّرنا الجزائر من فرنسا، فمن خلفها في استعمارها؟ لقد استعمرها من لا يعرفونها!
ويعود ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إلى النزاع بين قيادة الأركان والحكومة المؤقتة من موقع معايشته له في عاصمة المغرب. يقول ضيفنا إن الحكومة المؤقتة حققت النتيجة التي عملت من أجلها مع إطلاق فرنسا سراح المختطفين الخمسة (بن بلة وبوضياف وصحبهما). لقد عمد الهواري بومدين إلى استغلال شعبية بن بلة في تنفيذ مخططه، ولم يكن هذا الأخير أقل دهاء، فاستغل هو الآخر قوة بومدين. ولا يجب أن نغفل وجود حوالي ستة آلاف رجل عند الحدود. لكن، عندما دخلنا البلاد، عاد النزاع من جديد بين الولاية الخامسة والولاية الرابعة، ووقعت مواجهات واتسعت رقعته ولكنها توقفت. كيف؟ بن بلة اختلق عدوان المغرب على حدودنا، وأخذ يصرخ أن المغاربة هاجمونا. وهذا غير صحيح على الإطلاق. لم يهاجمنا لا المغاربة ولا التونسيون، ولم نكن في وضع يغريهم بذلك، لم يكن المغاربة قادرين على مهاجمتنا. الغرض من ذلك كان وقف النزاع الداخلي، وهم كانوا يعلمون أن الكولونيل ولد لحاج كان ذا روح وطنية عالية، ولم يكن يقبل أن تتعرض البلاد إلى أي تهديد. لم يقع أي شيء مما كانوا يزعمونه. لم تتعرض الحدود لأي عدوان تلك السنة .1963 آيت أحمد نفسه لبس اللباس العسكري. لكنه لم يغادر منطقة القبائل. وباناسبة أريد أن أقول أن أيت أحمد يمثل الخط الأخير للوطنية. ولو كان هناك اعتداء مغربي، لما تأخر باللحاق بالحدود للدفاع عن بلاده. التاريخ لا تكتبه الأكاذيب.
ـ لماذا لم تكذّب أية جهة هذه القصة؟
ـ أنا أقول وأكرر، وقد كتبت ذلك ونشرته عبر الأنترنت إنني أتحدى القيادة بأجمعها أن تردّ على أقوالي هاته! من يملك معلومات تدحض أقوالي هاته، فليتفضل! قطار الجزائر محكوم عليه ألا يغادر المحطة إطلاقا. إنه مقيّد! وما لم تبرز قوة ثورية جديدة في وسعها إطلاق القطار، فسيظل واقفا هناك ينتظر إشارة انطلاق لن يأتي. إننا نعيش حاليا فصلا جديدا من فيلم الإحتلال الفرنسي. إنهم يتكلمون اليوم عن جامعة من القطاع الخاص. ومعنى ذلك أن أبناء العمال والفلاحين، وهم الأغلبية، لن يكون في مقدورهم دخولها. تحويل كل القطاعات إلى قطاع خاص معناه بكل بساطة سيادة طبقة معينة وعودة استعمار جديد. أنا أقول لا لعودة الخماسة.
لقد استحوذوا على كل شيء وباعوا كل شيء دون مشاورة أحد، فإلى أين تسير البلاد؟ الثورة الجزائرية تلغمت من الداخل بفعل أجانب عنها. تعرضت للخيانة وللتلغيم وعرفت صنفين من الضحايا.. ضحايا قتلتهم فرنسا وضحاياها آخرون قتلوهم هم! من هؤلاء الذين تقصدهم بـ''هم''؟ القيادة الثورية! جماعة وجدة والحدود وغارديماو! أن تفضح اليوم إسما أو عددا من الأسماء، لهو عمل سهل، لكن أن تقدم على اغتيال شخص ثم تعيد الاعتبار إليه فيما بعد، فهذا ما لا أجد له وصفا.
علاوة. ب


كريم بلقاسم بريء من اغتيال عبان

نفى السيناتور السابق جمال الدين حبيبي، أن يكون كريم بلقاسم المسؤول عن اغتيال عبان رمضان، وحجته في ذلك أن ''عضو مجموعة الستة'' لم يكن في وجدة، وبذلك يخالف أغلب المصادر التاريخية التي تؤكد بأن كريم بلقاسم ذهب إلى المغرب رفقة عبان رمضان ومحمود شريف، مرورا بروما ومدريد في أواخر ديسمبر .1957
الكثير من المصادر تؤكد أن كريم بلقاسم رافق عبان رمضان إلى إحدى المزارع بالمغرب، أين تم تنفيذ حكم الإعدام في حقه من طرف عونين لعبد الحفيظ بوصوف. رغم كل هذه المصادر التاريخية التي تجمع على هذا الرأي، إلا أن حبيبي، وهو عضو سابق في الغرفة العليا للبرلمان الجزائري، يؤكد براءة كريم بلقاسم، ودليله في ذلك ما قاله بالحرف الواحد: ''على حسب معرفتي لا''، و''كان لي الشرف أن التقيت به (ويقصد كريم بلقاسم) عام ,1961 فهو شخص وطني وليس مجرما، هو ثوري من بين الأوائل الذين التحقوا بالجبل في .''1947 وهنا، يحاول ضيف النقاش أن يعطي أحكاما قيمية دون سند تاريخي واضح لمحو التهمة عن قائد المنطقة الثالثة، الذي ألصقت به أيضا تهمة اغتيال العقيد عميروش. وفي هذا السياق، يقول حبيبي إن فرنسا لم تقتل العقيدين سي الحواس وعميروش، وإنما تم جرجرتهما إلى أحد الجبال وتم اغتيالهما من طرف بعض قادة الثورة، عكس ما صرح به الأمين الخاص للعقيد عميروش، حمو عميروش، الذي كتب مؤخرا كتاب بعنوان ''أكفادو.. عام مع العقيد عميروش''، والذي يقول فيه إن العقيدين عميروش وسي الحواس تم اغتيالهما خلال اشتباك مع الجيش الفرنسي ''في هذا اليوم المصيري 28 مارس في معركة دارت رحاها بين أربعين من رفقاء العقيدين سي الحواس وعميروش و2000 رجل من فلول الجيش الفرنسي في جبل تامر، قتل العقيدان في أمسية من أمسيات رمضان''. ومن جهة أخرى، لم يخف صاحب الكتاب شكوكه في كون بعض من أعضاء الحكومة المؤقتة لهم ضلع في قتل العقيدين، على أساس أن الشفرة السرية للاتصالات التي كان يستعملها عميروش تم خرقها من طرف الجيش الفرنسي منذ زمن، ولم يتم إخطار عميروش بذلك من طرف الحكومة المؤقتة التي كان مقرها تونس آنذاك.
وسيلة بن بشي


العقيد عميروش لم يكن له سكرتير بل سكرتيرة

يذهب السيناتور السابق والمجاهد، جمال الدين حبيبي، أبعد عندما يشكك في أن حمو عميروش كان سكرتيرا خاصا للعقيد عميروش، عندما قال: ''عميروش لم يكن له سكرتير بل سكرتيرة، وكانت أستاذة رسم في ثانوية عمر راسم، ويمكنكم أن تسألوا عنها وتسألوها''. أما بشأن حمو عميروش والكتاب الذي أصدره، فقال ضيف ''الخبر الأسبوعي'' بأنه لم يسمع به من قبل.


التصفيات التي حدثت خلال الثورة إرهاب

قال ضيف النقاش إن التجاوزات والانحرافات والتصفيات التي حدثت أثناء الثورة التحريرية الجزائرية إرهاب''، متسائلا: ''ماذا يعني عندما تقتل ثوريا؟ كيف نسمي عملية إعدام تنفذ في حق ضابط في جيش التحرير الوطني؟ هذا فعل إرهابي''. أما فيما يتعلق بقضية المصاليين، ومدى إمكانية اعتبار ذلك من التجاوزات التي وقعت خلال الثورة والتي يصفها هو بالإرهاب، قال محدثنا بأن قضية المصاليين مختلفة، ولا يمكن أن نصنفها ضمن خانة ما يعتبره هو إرهابا وتصفية لخيرة قادة وأبطال الثورة.
وسيلة. ب


بوتفليقة أمـّم بومدين ودفن الأفالان

شدد جمال الدين حبيبي على وصف حزب جبهة التحرير الوطني بأنه ''هيكل دون روح''، وأنه مجرد إرث تاريخي لم يعد له أي دور الآن، وقال إن رجاله الحقيقيين توفوا ولم يعد لهم وجود، وأن ''الأفالان هو شعار ينتمي للثورة التحريرية''.
وحمل حبيبي مسؤولية الوضع الداخلي المتردي الذي يعيشه الحزب في السنوات الأخيرة، إلى الرئيس بوتفليقة، فأول ما قاله عن الحزب أن بوتفليقة قال مقولة شهيرة تصب في هذا المعنى وهي ''قمت بتأميم بومدين وسأدفن جبهة التحرير الوطني''، وهي المقولة التي يقصد منها المتحدث بكل وضوح أن الرئيس له اليد الطولى لما يحدث من صراعات داخل بيت الحزب العتيد.
وقال السيناتور السابق، في تحليليه للوضع الذي أصبح عليه الآن هذا الحزب بعد كثير من التصدعات والصراعات اللامتناهية، إنه توجد علاقة مباشرة بين حزب فرنسا واللفيف الأجنبي الذي يدور حول الأفالان، مؤكدا أن ما يعرف بـ''حزب فرنسا'' موجود، وأن الذين خططوا له مسؤولون بتواطؤ مع الثوار الحقيقيين، والمجاهدون هم أقلية لا تستطيع التحرك أمامه.
كريمة بوعباش


الجزائر حررت من فرنسا واستعمرت من طرف مجهولين

يقول السيناتور السابق، جمال الدين حبيبي، إن المجاهدين حرروا الجزائر في حين استعمرها آخرون، لم يحددهم، حيث يعتبر أن الجزائر تعيش كارثة بعد كارثة منذ الاستقلال إلى اليوم، وأن الموطنين والمجاهدين الحقيقيين يتساءلون ''لقد حررنا الجزائر من فرنسا، فمن الذي استعمرها اليوم؟''.
هذه الجماعة التي استعمرت الجزائر بعد الاستقلال، حسب ما يراه حبيبي بلغت مقصودها بتواطؤ من بعض مسؤولين ثوار حقيقيين ''لا نشكك في وطنيتهم، لكنهم تركوا الآخرين يمرون''، وقد ''خططوا لها خارج الحدود''، لكنهم لن يستطيعوا أن يقوموا بأكثر من هذا لأن المجاهدين الحقيقيين يعرفون جيدا من الحركي ومن المجاهد. وعند رده على سؤال من استعمر الجزائر؟ يقول إن ''الذين استعمروها هم الذين لا يعرفونها''، وهي طبقة معينة تسير البلاد وتسعى لخلق الطبقية في الجزائر، وهي تريد أيضا إعادة نظام الخماسة في الجزائر، من خلال إفقار الشعب وتقاسم الريع بينهم. وحسب حبيبي، هذه الجماعة التي استعمرت الجزائر هي التي تفكر الآن في إقامة الجامعة الخاصة لإبعاد أبناء الشعب البسيط عن الدراسة بها.
محمد. ب


مليون ونصف مليون شهيد أكذوبة كلفتنا كثيرا

يؤكد ضيف ''النقاش''، جمال الدين حبيبي، أن رقم المليون ونصف مليون شهيد أكذوبة كلفت خزينة الدولة أموالا طائلة، مشيرا إلى أن اليهود استفادوا من تضخيم أرقام المحرقة، أما نحن فكذبنا كذبة لا نزال ندفع ثمنها سنويا من خزينة الدولة.

قال ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إن المحرقة كذبة فرضها اليهود على التاريخ، وهي الآن محمية من الدول الغربية. وحسب حبيبي، فإن كذبة اليهود جعلت منهم اليوم دولة عظمى نووية وذات نفوذ مالي في العالم، وكل دولة تتكلم عن المحرقة تقوم عليها الدنيا ولا تقعد، إضافة إلى أن الألمان لا يزالون يصرفون عليها المال إلى الآن، وهي ''إلى الآن تخدم عليهم''. أما الجزائريين، فقدموا كذبة المليون ونصف المليون شهيد ليخسروا عليها الملايير وهم ''الآن يخدموا عليها''.
أما بخصوص الجدل الذي أثير حول القضية في وقت سابق، والذي سبق بأيام قليلة تعديل الدستور، حين طالب النائب عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في البرلمان، نور الدين آيت حمودة، من السلطات تقديم الدليل على عدد المليون ونصف المليون شهيد، فيرى حبيبي أن آيت حمودة أثار القضية من ناحية سياسية.
وأوضح أنه أثار هذا الموضوع مع عدة جهات عليا، لكن هؤلاء أجابوا بأن الوقت تأخر، وبأنه من غير الممكن مراجعة رقم المليون ونصف المليون شهيد.
واعتبر أن سياسة عدم الرجوع إلى الوراء وتقديم إحصائيات يبقي أيضا ملف المجاهدين دون دراسة، وبالتالي بقاء عدد المجاهدين المزيفين على حاله، والذي ازداد بعد الاستقلال بشكل كبير، ووصل إلى أزيد من 006 ألف مجاهد، مشيرا إلى أن وزير المجاهدين الأسبق، محمود ڤنز في لقاء معه شد رأسه وصرخ قائلا ''عندي حركى في الوزارة''. ويكشف حبيبي أيضا أنه غداة الاستقلال، التحق 111 ألف شخص من الوحدات الفرنسية ب''روشي نوار'' بومرداس حاليا بصفوف المجاهدين، مؤكدا على أن كلهم لديهم الآن أوسمة شرف.
وحول هذا الملف، يضيف السيناتور ''نعرف من هو الحركي ومن هو المجاهد، لهم ملفات حول كبار المسؤولين، لكن من يتجرأ لتوجيه أصابع الاتهام لهم''، ثم يكشف أنه كان رئيسا للجنة الاعتراف، وقام بتحقيق حول أحد المجاهدين المزيفين بعد أن سمع أن العديد من الناس يقولون بأنه حركي، حيث اتصل بقيادة الدرك الوطني بمستغانم وبمصالح الشرطة، ثم تنقل إلى مكان ازدياده بمازونة وهو مكان اسمه بوحلوفة، ليكتشف أنه حركي، ورغم ذلك إلا أن تدخلات على أعلى مستويات طلبت منه تمرير ملفه، ومنحه شهادة الاعتراف بالمشاركة في الثورة، مشيرا إلى أنه رفض بشدة، وفضل الاستقالة من منصبه، موضحا أن هذا الشخص لا يزال على قيد الحياة، ولم يحصل فقظ على شهادة المشاركة في الثورة، بل إنه يعتبر الآن من إطارات الثورة، في حين أنه حركي.
وتحدى حبيبي كل من يدّعي أنه مجاهد بدعوتهم إلى مناظرة، شريطة أن يحضروا الدفتر العائلي الخاص بهم، في إشارة منه إلى أنهم كانوا جميعا في بيوتهم، يتزوجون وينجبون الأطفال.
محمد بلعليا


لو سلمتنا فرنسا الأرشيف لذهب نصف المسؤولون إلى السجن

أكد جمال الدين حبيبي أنه ليست هناك نية أو إرادة من طرف السلطات الجزائرية لاسترجاع الأرشيف الموجود لديها، والمتعلق بأرشيف الفترة الاستعمارية، وخاصة فترة حرب التحرير الجزائرية.
وأشار ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إلى أنه لو سلمت فرنسا الأرشيف الموجود لديها للجزائر، لذهب نفس المسؤولون إلى السجن، بسبب تاريخهم. وأكد حبيبي أن الشعب الجزائري يعرف الحقيقة جيدا، وأن كل مواطن في قريته أو في مدينته يعرف من هو المجاهد الحقيقي ومن هو الخائن ومن هو الحركي، فلسنا في حاجة إلى أرشيف آكس ان بروفانس أو نانت من أجل أن نعرف المجاهد الحقيقي والخائن.
ك. ز


سي صالح وجماعته لم يلتقوا ديغول في الإليزي وإنما في فيلا كوبلي

أكد ضيف ''النقاش'' على أن قضية سي صالح زعموم فيها الكثير من مناطق الظل، مؤكدا على أن خلافا لما هو متداول، فإن زعموم ولخضر وحليم وبونعامة لم يقابلوا الجنرال شارل ديغول في الإليزي وإنما في فيلا كوبلي، وهي مطار عسكري، مشيرا إلى أن ديغول لم يصافح زعموم ومن معه، وقال لهم سأصافحكم في المرة القادمة، مؤكدا على أن هذه المعلومات وردت في مجلة ''هيستوريا'' الصادرة عن الأكاديمية الفرنسية.
وأضاف أنه بعد عودة زعموم ومن معه، ألقي القبض عليهم واقتيدوا إلى تونس من أجل محاكمتهم، ولكنهم تعرضوا لتصفية جسدية في الطريق، مشددا على أن الإبقاء على بونعامة وتصفية الآخرين الذين كانوا معه نقطة استفهام كبيرة. وأضاف أنه لما يفكر اليوم فيما فعله صالح زعموم، يعتقد أنه لو كان مكانه، لما قبل أيضا أن يقوم هو بعمل يجني ثماره غيره.
ك. ز


بومدين وبن بلة مسؤولان عن إعدام العقيد شعباني

ذكر جمال الدين حبيبي أنه في شهر أكتوبر من عام 1964 كان في مدينة ليل شمال فرنسا، فرأى أمامه مجموعة من الفتيات يبلغن من العمر ما بين 15 و16 سنة، وكن يلبسن لباسا رياضيا، وكان معهن مدرب يحمل في يديه جريدة ''لافوا دي نور''، فطلبت منه أن أتصفح الجريدة فسلمني إياها، وبمجرد أن أمسكتها، قرأت على صدر الصفحة الأولى خبر إعدام العقيد محمد شعباني.
وأضاف حبيبي أن شعباني تعرض للتصفية الجسدية لأنه كان شخصا وفيا لمبادئه وللثورة، ولم يكن مسموحا له بأن يبقى على قيد الحياة، كان من الضروري أن يلحق بالعقيدين عميروش وسي الحواس، والذين يدّعون اليوم بأنهم كانوا ضد اغتيال شعباني، أقول لهم: ''لقد تمنيتم وأردتم وقمتم بتصفية شعباني''.
وردا على سؤال بشأن من المسؤول عن إعدام شعباني، قال ضيف ''الخبر الأسبوعي'': كلاهما مسؤول، بومدين وبن بلة، لأن هذا الأخير كان رئيسا للدولة، وكان بإمكانه أن يصدر عفوا عن شعباني، ولكنه لم يفعل ذلك، لأنهم سعوا للتخلص منه مثلما تخلصوا من قيادات ثورية كثيرة.. مشددا على أن العقيد محمد شعباني كان شابا ثوريا متمكنا، ولولا ذلك، لما أصبح عقيدا وهو في ريعان الشباب، وكان المستقبل كله أمامه. وأكد ضيف ''النقاش'' على أنه لا يستبعد أن شعباني كان سيكون رئيسا للجمهورية لو بقي على قيد الحياة، لكن للأسف، هناك من قرر التخلص منه وإزاحته من الطريق.
كمال. ز


الرئيس رسخ الجهوية الضيقة

لا يعتبر ضيف ''الخبر الأسبوعي'' بومدين وحده من المتسببين في ما آلت إليه الجزائر من ترد على جميع الأصعدة، فيحمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المسؤولية أيضا، لأنه واصل ما أسماها بسياسة ''البرستيج'' ورسخ الجهوية الضيقة في اختيار طاقمه الحكومي، وهو نفس الأسلوب الذي انتهجه الرئيس زروال، لكن الفارق بينهما أن هذا الأخير لم يسمح بحدوث الانزلاقات والاختلاسات والتلاعبات بالمال العام بالشكل الفاضح الذي حدث في عهد بوتفليقة.
في هذه النقطة، يتوقف جمال الدين ليروي حادثة لقائه مع اليامين زروال وما دار بينهما حول موضوع الجهوية في حاشية الحكم، فيقول: ''في أحد الأيام، قلت لزروال: الجزائر أم الجميع أليس كذلك؟ فأجابني: نعم. قلت: أرى 20 وزيرا من دوار واحد من باتنة. فأجاب: بل من خيمة واحدة، لكنهم يعملون جيدا''. يواصل: ''في عهد زروال، كان هناك عدد قليل من الوزراء عكس الآن، وكان هناك نوع من التوازن الجهوي في اختيارهم، ولم تحدث فجوات وانزلاقات ونهب للمال العام كما حدث في فترة حكم بوتفليقة الذي رسخ الجهوية بعمق في اختياره للطاقم الحكومي، أنا حاربت جهوية زروال وأحارب جهوية بوتفليقة''.
وأعطى جمال الدين جبيبي صورة مختصرة لمعاناة الشعب الجزائري، بفعل هذه السياسات الفاشلة المتراكمة على الجزائر، تتمثل في توزيع المياه الصالحة للشرب والكهرباء، فهي ـ على حد قوله ـ توزع على الناس مثلما كانت توزع المواد الغذائية أيام الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، فالمواطن اليوم مجبر على دفع فاتورة استهلاكه والشعب ''أصبح اليوم عبارة عن ملاحظ يرى الناس الذين جاؤوا بالجزائر إلى هذا الخراب جالسين على ثروة الغاز والنفط...''، يضيف ضيف ركن ''النقاش''.
كريمة بوعباش


الجزائر ورشة كبيرة للصوصية

''الجزائر ورشة كبيرة للصوصية''.. هكذا يشخص جمال الدين حبيبي وضع الجزائر، حيث يرفض القول بوجود أزمة اقتصادية، ويشدد على أن البلاد تعيش أزمة سياسية، وأنه ليس لها أزمات أخرى ''فالجزائر ليست صندوق توفير الأزمات، وأزمتنا الوحيدة سياسية''.
وشبه حبيبي ما يجري من اختلاسات وفساد مالي في للجزائر بما حدث في الإكوادور والشيلي وكوبا وكثير من دول أمريكا اللاتينية، متسائلا عن الحجم الحقيقي للأموال التي اختلست من هنا وهناك في السنوات الأخيرة، مثلما كشفت عنه ''الخبر الأسبوعي'' في عددها السابق بخصوص سرقة رئيس المجلس الشعبي السابق عمار سعداني 3000 مليار. وهنا، يركز حبيبي على أن سعداني لم يسرق هذا المبلغ فقط، وأنه يجب أن يقدم للمحاكمة إن ثبت ذلك، فالعدالة هي المخولة لكشف ملفات الفساد وليست أجهزة المخابرات. وقال إنه ''لا يوجد بلد متحضر تحدث فيه اختلاسات بهذا الشكل دون أن تتم متابعات قضائية، فالجزائر تكتفي بإعلام المواطن عن طريق الصحافة بحدوث هذه الاختلاسات''. كما يستغرب السماح لعملية فتح الحسابات بالعملة الصعبة، وهي الظاهرة التي لا توجد في البلدان الغربية أو في بلدان العالم الثالث، وهذا الوضع مقصود من أجل أن تبقى ''الجماعة التي تحكم البلاد مسيطرة''، فالملايير من الأموال تغادر القطر الجزائري دون متابعة، وكأننا لا نملك شرطة ولا جمارك، ومجلس المحاسبة لا يعمل.
وحسب حبيبي، فإن الفساد موجود على مستوى السلطة. ففي عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، كانت أموال البترول توجه لاقتناء الثلاجات والأجبان والموز، أما اليوم، فإن الفساد ازداد من خلال توجيه هذه الأموال في ''اقتصاد الحاويات''، دون التفكير في بناء اقتصاد حقيقي، فقد خصخصوا كل شيء وباعوا كل شيء.
م. ب



جماعة وجدة وغارديماو هي التي اغتالت عميروش وسي الحواس

كشف السيناتور السابق جمال الدين حبيبي أن العقيدين عميروش وسي الحواس لم يسقطا في ''ميدان الشرف''، كما تدّعي الرواية الرسمية لمقتلهما. وأضاف أن كلا من عميروش وسي الحواس تعرضا لتصفية من قيادة الثورة التي كانت موجودة في وجدة بالمغرب وغارديماو في تونس، نافيا أن تكون فرنسا هي التي قتلتهما في جبال بوسعادة، مشددا على أن العقيدين عميروش وسي الحواس كانا من كبار قادة الثورة في الداخل ومن أبطالها العظماء، الذين كان يجب التخلص منهم بالنسبة لمن خططوا ورسموا للسطو على الثورة وعلى الاستقلال.
وأوضح أنه في أكتوبر 2891 كان في مقبرة العالية رفقة العقيد أوعمران، فجاء قاصدي مرباح، وكان وقتها وزيرا للصناعة، فخاطب أوعمران مداعبا إياه ''أرواح يا وحد الحركي''، فقال له أوعمران: ''لماذا تحتجزون جثتي العقيدين عميروش وسي الحواس في ثكنة للدرك الوطني، لماذا تخافون منهما حتى وهم في عداد الموتى''، وشدد على أن الثورة أنجبت الكثير من الأبطال، بل إن كل قرية أنجبت أبطالا، وللأسف، الكثير منهم تعرضوا للتصفية.
وقال ضيف ''الخبر الأسبوعي'' إن حزب فرنسا موجود فعلا في الجزائر، مشددا على أن المجاهدين الحقيقيين أضحوا اليوم أقلية، وأشار إلى أن حزب فرنسا خطط له أهله وبلغوا أهدافه بتواطؤ كثير من المسؤولين، وحتى بعض الثوار الحقيقيين.
وأوضح أن الثورة الجزائرية كانت ضحية مخطط لضربها، وهذا المخطط جرى في الخارج، مؤكدا على أن الثورة كانت محل اهتمام الكثير من أجهزة المخابرات العالمية، والتي تعرف أشياء وحقائق لا نعرفها حتى نحن كجزائريين.
وذكر أن الذين خططوا لضرب الثورة يعتقدون أنهم اليوم نجحوا، ولكني أقول إنهم لم ينجحوا ما دام هناك صوت واحد يتكلم ويقول الحقيقة.
كمال زايت


بومدين جاء بـ''سياسة البرستيج'' وبوتفليقة واصلها

يرى جمال الدين حبيبي، المجاهد والسيناتور السابق، أن الجزائر تمر بأسوإ مراحلها على الإطلاق، وأنها تعيش أزمة سياسية لا اقتصادية، سببها تبني سياسات لا تخدم مصالح الشعب، أغرقت البلاد فيما هي عليه اليوم من انزلاقات خطيرة، لعل أهم هذه السياسات وأخطرها على البلاد كانت ''سياسة البرستيج'' التي انتهجها الرئيس الراحل هواري بومدين وواصل في تطبيقها الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.
وإذا كانت نظرة جمال الدين حبيبي، العضو السابق في مجلس الأمة، حول الأزمة في الجزائر سوداوية جدا، فإنه يحمل مسؤوليتها لبعض الرؤساء الذين اعتلوا سدة الحكم، أولهم هواري بومدين لأنه تبنى ''سياسة البرستيج'' التي لم تعن ـ حسبه ـ بالمشاكل الداخلية التي كانت تعانيها البلاد وهي في مرحلة البناء.
ولم يركز المجاهد جمال الدين حبيبي في انتقاده اللاذع للسياسات التي سارت عليها البلاد على فترة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، فاكتفى بالقول ''نحن كنا ضحايا بن بلة''، دون أن يتحدث عما كان يقصده وعن سياسته في الداخل أو الخارج، ليصب بعد ذلك كل المساوئ على سياسة الرئيس الراحل هواري بومدين، والذي يعتقد أنها لازالت تنتهج حتى الآن، لكن في قالب آخر وبأسلوب ليس مختلفا كثيرا، فهو يرى أن ''سياسة الجزائر كانت دائما ولا تزال سياسة برستيج''.
فما هو مفهوم هذا المصطلح الجديد الذي يطلقه السيناتور على السياسة البومدينية؟ الإجابة بسيطة، ففي اعتقاده أن الراحل بومدين لم يول الأهمية لبناء دولة جزائرية قوية نخرتها وأهلكتها المرحلة الاستعمارية، بل فضل إعادة الجزائر إلى الواجهة الدولية على حساب بناء اقتصادها، فأنفق من الأموال على المحافل الدولية ما كان كافيا لخلق وتطوير الاقتصاد الجزائري، وهو برأيه الخطأ الكبير الذي ارتكبه بومدين وكان من بين الأسباب التي أدخلت الجزائر في الدوامة التي تعيشها اليوم، فيقول في هذه النقطة: ''بومدين جاء بسياسة البرستيج، كانت سياسة أجنبية وليس داخلية، تركز على حركات التحرر، اللقاءات الدولية، فالأغلفة المالية كانت توزع على إفريقيا''. ويعود إلى الخرجة الشهيرة التي فاجأ بها بومدين العالم بظهوره على منصة الأمم المتحدة وهو يتحدث باللغة العربية، فيقلل كثيرا من قيمتها المعنوية والسياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي، حين تساءل ''كم صرفت الجزائر على ظهور بومدين في الأمم المتحدة؟ ملايير الدولارات؟ وبالمثل، انتقد دعم الجزائر للقضية الفلسطينية على حساب شعبها، عندما واصل تساؤلاته عن الأموال التي كان بومدين يخصصها للسياسة الخارجية المبنية على دعم الحركات التحررية في الوطن العربي وإفريقيا، فيضيف: ''أنفقنا ملايير الدولارات لإدخال الرئيس ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة، كنا نصرف أموال الجزائر على إفريقيا ونصرف الكثير حتى يصفقوا علينا في المحافل الدولية''.
كريمة بوعباش



بومدين وبوتفليقة تنقلا للمنطقة السابعة لالتقاط صور لهما

لا يجيب المجاهد جمال الدين حبيبي، ابن الشهيد المعروف ''سي الميلود حبيبي''، بوضوح حول مسألة مشاركة الرئيس الراحل هواري بومدين والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة في الثورة، وأوحى كلامه في هذا الموضوع عن الرجلين أنهما لم يقوما بالكثير، وأن مشاركتهما كانت شكلية لا أكثر ولا أقل، وهي لا تساوي شيئا مما قدمه قواد الثورة التحريرية.
ولم يوضح ابن الشهيد ''سي الميلود''، بحكم ما يقول إنه يعرفه عن الثورة ورجالها، هل شارك بومدين وبوتفليقة أم لم يشاركا فيها، وفتح الباب واسعا للتشكيك في هذا الأمر، فإجابته على سؤال الصحفي في ركن ''نقاش'' جاءت على شكل سرد لواقعة التقاط بوتفليقة صورا مع مجموعة من الصحفيين بالمنطقة السابعة المحاذية للولاية الرابعة في ماي .1957 وتكررت هذه الحادثة مع بومدين شهرين بعد ذلك، أي في جويلية من نفس السنة، عندما التقط بدوره صورا له مع صحفيين في نفس المنطقة. وعلق جمال الدين على هذه الواقعة بأن الكثير من الغرباء عن الثورة، أي الذين لم يشاركوا فيها، التقطوا صورا لهم مع ثوريين، وقدموها دليلا على مشاركتهم. وهنا، يقول هذا المجاهد ''التاريخ ليس أعمى''، في إشارة منه إلى أن مثل هذه الحقائق لا يمكن تزويرها أو التكتم عنها.
وقلل المتحدث من أهمية الدور الذي لعبه بومدين في نقل السلاح على متن أول سفينة حملته للثورة من المغرب، حين ركز على الجهود التي بذلها مرافقه المدعو آنذاك ''سي مراد'' والذي لقب فيما بعد بـ''سي بويسف'' ثم ''الحبيب زون 4 ''، فيرى أن هذا الرجل هو الذي حمل السلاح في الباخرة، أما بومدين، فلم يكن سوى مشرف على العملية. غير أن هذا الشخص واسمه الحقيقي ''حلفاوي محمد الصالح''، وهو من عزابة بسكيكدة، فضل الالتحاق بالثورة في الداخل إلا أنه استدعي من قبل جماعة وجدة ليعدم هناك ويمحى أثره من تاريخ الثورة، في إشارة منه إلى أن بومدين تقمص الدور البطولي في هذه العملية على حساب حلفاوي محمد الصالح الذي أعاد له بوتفليقة الاعتبار عند مجيئه إلى الحكم سنة .1999
كريمة بوعباش


El-Khabar-hebdo du 28-8-2009

الأربعاء، 29 يوليو 2009

البهلوان عثمان سعدي

البهلوان عثمان سعدي

قاعة مؤتثة وكراسي أنيقة واضاءة مناسبة وبساطا يمتد الى ماتحت اقدام أى واقف خلف مكبر الصوت المنتصب بجانب منصة بخلفية تحمل شعار الدورة الثانية لمعرض الكتاب المحلي ، وبعنوان رئيسي \ قراءات في اعمال أ.د علي فهمي خشيم \ ، شخصيات ثقافية بقامة الدكتور خشيم صاحب العرس والشيخ على مصطفى المصراتي والشيخ امين مازن وضيوفا دائمين عند العقيد القدافي مثل الجزائري عثمان سعدي ، وضيوفا اخرين غير معزومين ، هم الذين شكلوا الحضور لعرس الدكتور خشيم على هامش اشغال دورة الكتاب المحلي الثانية بالعاصمة الليبية طرابلس ?
على أطراف القاعة تنتصب قامات رجال الامن والمخابرات ( واضحين من التفنيص ) يخفون مسدساتهم تحت الاحزمة ، ويبدو اننا دائما ننسى هذا السؤال ، ماعلاقة رجال الامن بالشأن الثقافي الليبي ؟؟ ( متى يحّلو عن سمانا ؟؟ ) ?
الاستاذ على المصراتي يدير الجلسة واصحاب الورقات المّعدة سلفا لمدح الدكتور خشيم يتناوبون على المنصة ويلقون بشهاداتهم لصالح خشيم في عرسه وهو يبتسم بصعوبة ، من أثر الالام التى لم تبارحه بعد ، ونتمنى له السلامة والصحة والعافية ?

? المشهد الثاني


الورقات تنتهى وضيف القدافي الدائم الجزائري عثمان سعدي يمسك مكبر الصوت وبدون مناسبة بدأ يلعن ويشتم الحركة الامازيغية في الجزائر ، وردّد انها صنيعة الاستعمار الفرنسي البغيض ، ولم يكن بين الجلوس والحاضرين واحد ( ولد أمّّه ) يسأله عن علاقة احتفائية بالدكتور خشيم والحركة الامازيغية في الجزائر التى أكال لها الشتائم واللعنات ؟؟ ? لماذا ؟ اذا كنت رجل أذهب اليهم وأشتمهم هناك وليس عبر منبر ليبي !!!\
يترجّل الجزائري عثمان سعدي من المنصة ويجلس في الصف الاول باعتباره مدعوما وجارا للعقيد معمر القدافي حيث مزرعته في طريق المطار بطرابلس ( والنبي عليه السلام موصي على سابع جار ) ?


? المشهد الثالت


أحد أعضاء الحركة الامازيغية في ليبيا يستأذن من مدير الجلسة لطرح سؤالا من خلال مكبر الصوت على الاستاذ د خشيم خاصة وان هذا الاخير يحمل اراء خاصة به عن الامازيغية هويتا ولغة ودائما مايردد في المحافل العامة والخاصة بان الامازيغية عبارة عن لغة عربية قديمة جدا ? \ لم أفهم لماذا يزعل د خشيم عندما نتحدث باللغة العربية القديمة او نغني بها ؟؟)
عضو الحركة الامازيغية وهو شاب مثقف ليبي ألقى التحية بأدب على الحضور وبلغته الليبية ( مادامت دورة معرض الكتاب الثانية محلية ) ، اقترب بشفتيه من مكبر الصوت وقال " ازول افلاون = السلام عليكم ، بعدها لم يتمكن الرجل من متابعة حديثه او القاء سؤاله وسط هذا الجمع المثقف الذى تحول في لحظة الى مخبرين وكتبة تقارير أمنية ?
الجزائري السعدي كاد يقفز من كرسيه بحركة بهلوانية وهو الذى كان يجلس محترما مبجلا في الصف الاول ، لقد أحمّرت وجنتاه وذهب وقاره عندما قال وهو يرتعش " ليس هناك في اللغة الامازيغية \ ازول افلاون \ هذا مصطلح أدخله الفرنسيس وهو مصطلح مرفوض ، \أسمع كلامك أتعجب أرى فعلك أستغرب \ السعدى عثمان الذى انتفض مدافعا على موقفه مدفوع الثمن ، كان قبل دخوله الى قاعة الندوة قد تحدث اليه بعض شباب الحركة الامازيغية الليبية وباللغة الامازيغية ، وكان قد دار حوارا عاديا معه لكن باللغة الامازيغية ، ولان الجزائري السعدي عثمان \ شاوي او شهاوي \ فان لهجته كانت اقرب الى الامازيغية الليبية وكانت واضحة للطرفين !!
الدكتور خشيم أدرك ان العرس قد ( باژ ) والمؤكد ان حالته الصحية لاتسمح بنقاش دسم وشباب واعي بهويته الليبية يسأله أسئلة محرجة وفي محراب عرسه ، حالة ضياع الوقار اصابت الدكتور خشيم ايضا وبدى كعادته يصرخ وينادي على البوليس ويقول " ارجوكم انا لا اريد ان أتكلم ، ارجوكم اوصلوني الى بيتي ??? "


? المشهد الاخير


كانت هناك ايضا اصواتا ارتفعت وسط قاعة الندوة من مثقفي الحركة الامازيغية الحاضرين للندوة العرس ، قال أحدهم " منذ بداية الندوة وانتم تعّربون بلدنا وتاريخنا ، انكم تستفزوننا بكلامكم اللامعقول عن التاريخ واللغة الليبيتين ، لماذا لاتسمحوا لنا بالسؤال ، انكم تحملون عقولا لاتقبل الحوار للاسف " ?
رجال البوليس في عرس د خشيم بين \ حيص بيص \ اثبتوا انهم اولاد شوارع وانهم جأوا لمهمة بوليسية في محفل ثقافي !!! لقد تحول العرس الى مناحة ، خشيم يصرخ في كرسيه يريد من ينقله الى بيته والجزائري عثمان السعدي يدور ويلف على نفسه حيث لم يكن يتوقع بان الشباب الذين تحدث اليهم بامازيغية فصيحة خارج القاعة سوف يحرجونه بشكل رسمي داخل القاعة ?
لم يكن هناك حوارا ، كان هناك بوليس يتواجد بفعله وحضوره المشين بحق الثقافة الليبية ، فجأة تحول جل الجالسين في القاعة الى وظائفهم الرسمية كمخبرين وعسسة للامن ، والاسطوانة المشروخة - عملاء فرنسا ،،، انت كنت تعمل في بارات فرنسا ،،،انتم تتقاضون مرتباتكم من الامبريالية ، كانت نفس الاسطوانة المشروخة ، مشجب الذين لايعرفون للحوار مسلكا او طريقا ، وهكذا تحول عرس الدكتور خشيم الى مناحة ، واللي مايشتري يتفرج ????

بشأن اللغة الأمازيغية و لهجاتها : عثمان سعدي

رد على رسالة من الدكتور عثمان سعدي إلى لويزة حنون

(بشأن اللغة الأمازيغية و لهجاتها)

بقلم: جعفر مسعودي


لقد نشرت صحيفة الشروق اليومي في عددها اﻠ 1029 المؤرخ بالأحد 21 مارس 2004 رسالة من الدكتور عثمان سعدي، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، تضمنت ردا على بعض التصريحات من السيدة لويزة حنون حول المسألة الأمازيغية.

و بما أن الرسالة تضمنت مغالطات كثيرة بشأن الأمازيغ و الأمازيغية، قمنا فورا – نحن المعتزون بلغتنا و ثقافتنا – بإرسال رد عليها إلى الجريدة المذكورة أعلاه عملا بمبدأ حق الرد. لكن، نظرا للحقد الذي تتميز به هذه الصحيفة تجاه الأمازيغ عامة و القبائل خاصة، أبت إلا أن ترمي رسالتنا إلى سلة المهملات. لهذا، ها نحن مراسلوكم عسى أن نجد في جريدتكم حيزا لنشر كل الحقيقة حول المسألة التي عالجها دكتورنا في رسالته.




كعادته، لقد حاول السيد عثمان سعدي أن يقنع الجزائريين بأن الأمازيغية ما هي إلا لهجة من اللهجات العربية القديمة و أن عروبة الجزائر ليست وليدة فترة مجيء الإسلام إلى هذه البلاد و إنما هي متجذرة في تاريخ حتى ما قبل ظهور الإسلام على الجزيرة العربية.i ولقد استند في قوله هذا إلى مجموعة من أدلة ضعيفة ضعف صاحبها(الذي اعتبر نفسه من المتخصصين) في مجال علم اللغة. ونذكر منها التشابه الملحوظ بين العربية و الأمازيغية على بعض المستويات كمخارج الأصوات، جذور الكلمات، أسماء القبائل و الأماكن، الخ.



ففيما يخص الدليل الأول، يمكننا القول بأن وجود بعض الأصوات ﻛ / ض، ظ، ط، ق/ في الأمازيغية كما في العربية لا يعتبر برهانا قاطعا بأن الأولى منحدرة من الثانية. ففي الواقع، هذه الأصوات توجد أيضا في لغات أخرى مثل الهندية و السويدية و الاسكيمو. فهذه اللغات بعيدة كل البعد جغرافيا و تيبولوجيا عن العربيةii، فكيف يفسر احتوائها لتلك الأصوات ؟


هذا من جهة. من جهة أخرى، يعتبر الاستدلال في ربط الأمازيغية مباشرة بالعربية باشتراكهما في مجموعة من الكلمات نقطة ضعف أخرى. فهنا أيضا هناك مفردات كثيرة تتقاسمها عدة لغات لا صلة لها بالأخرى أحيانا. نحن لا نتكلم هنا عن الكلمات المستعارة و إنما عن تلك التي لا يمكن إلا أن تكون أصليةiii. فعلى سبيل المثال، المفردات العربية التالية (غراب، أرض) موجودة بأشكال مختلفة في العبرية و الأمازيغية و الإنجليزية و الألمانية. لاحظوا :

- عربية

غراب

جذر الكلمة

غ ر ب

- فرنسية

Corbeau

= =

ك ر ب

- أمازيغية

tagarfa

= =

ق ر ف

- إنجليزية

Crow

= =

ك ر و

- ألمانية

rabe

= =

غ ب


- عربية

أرض

جدر الكلمة

أ ر ض

- عبرية

ורדכ

= =

أ غ تس

- ألمانية

erde

= =

أ غ د

- إنجليزية

earth

= =

أ ر ث


أما فيما يخص أسماء العلم و الأماكن العربية و الأمازيغية، فتشابهها لا يعني بتاتا بأن الأمازيغ قد كانوا في السابق عربا أو قطنوا في قطر من الأقطار العربية كاليمن قبل مجيئهم إلى شمال إفريقيا. ذلك لأننا إذا ألقينا نظرة في خريطة العالم و تفحصنا في أسماء الأشخاص من مختلف العرقيات، فسوف نكتشف أسماء بأشكال أمازيغية. على سبيل المثال، فاسم علم "Ortega " المتداول عند سكان أمريكا اللاتينية لا يختلف عن الاسم الأمازيغي القديم "Urtega " أو "Wertiga " الذي ذكره ابن خلدون في كتابه المشهور "العبر"iv . و في أوطان عديدة كروسيا و صومال و ألبانيا و رومانيا و الولايات المتحدة هناك مدن بأسماء ذات مرفولوجيا أو نغمة أمازيغية مثل – بالترتيب – "Ogadan "، "Aksoum "، "Tirana "، "Timisouara "، "Tallahassee". أ هذا يدفعنا إلى الاستنتاج بأن الأمازيغ أتوا من إحدى هذه البلدان ؟



و في موضع أخر، عاتب دكتورنا الأكاديمية البربرية التي سماها تحقيريا بالمخبر على قيامها بإدخال مفردات مستحدثة (néologismes ) في القبائلية متجاهلا بأن هذا العمل ليس ميزة خاصة بالأكاديمية السابق ذكرها و إنما يشمل جميع أكاديميات العالم، إذ أن من إحدى المهمات لمثل هذه المؤسسات إثراء اللغة بكلمات جديدة تستعار من اللهجات المحليةv أو من اللغات الأجنبية. ثم إن في العالم العربي مجمع يقوم بنفس المهمة لصالح اللغة العربية، فلماذا لم ينتقدها "عالمنا" الشاوي ؟


و دائما في سياق الشتم و التضليل، حاول مبصرنا إعطاء صورة قاتمة على القبائل من الناحية الدينية. فحسبه، كل ما يقوم به القبائلي من أجل إنقاذ لغته و ثقافته من الزوال إنما غايته في الواقع هي نسف الوحدة الدينية للجزائريين. إن مثل هذا التصور الذي أقحمه أمثال عثمان سعدي في عقول الكثير من الجزائريين لمتناقض تماما مع الواقع و لهو أخطر للوحدة التي يزعمون أنهم يدافعون عليها. فمن يزور القرى و المدن القبائلية سيجد فيها كسائر المناطق الجزائرية الأخرى مساجدا للصلاة و لحفظ القرآنvi. أما عن الحالات الخاصة حيث نجد بعض المتطرفين القبائل يرتدون علانية عن الإسلام و يحقدون العرب و العربية، فجوابنا أن تطرفهم جاء كرد فعل لوقوف عناصر متطرفة من التياري العروبي و الاسلاموي موقف المعارضين للقضية الأمازيغية. فلو كان هؤلاء "المتشبعون" بالإسلام يعلمون حقا ما في القرآن في شأني التعامل مع الناس و حماية اللغات و الأجناس لاستوقفتاهم هاتان الآيتان الكريمتان: ( ... و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...)vii و (... و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم...)viii. فالآية الأولى تدعو المسلم إلى أن يكون محترما للغير حتى يتسنى له كسب محبته و وفائه. أما الثانية، فهي تنصح المسلم ضمنيا بأن يحافظ على اختلاف الأجناس و اللغات، لأن هذا الاختلاف آية من آيات الخالق. لهذا السبب، إذا ساهم المسلم بأي أسلوب في إبادة أي جنس بشري أو في إزالة أية لغة من الوجود، فهو بذلك قد ساهم في تجريد الآية المذكورة من معناها، أي أن تلك الآية تصبح غير منطبقة مع الواقع، مما يزيل من القرآن تلك الميزة الربانية المتمثلة في صلاحيته في كل زمان و مكان.


و في مكان آخر من رسالته، كتب الدكتور الفاضل بأن "التراث الأمازيغي كله شاوي سواء أكان سياسيا أو ثقافيا". و لقد استدل على ذلك بقوله أن كل الشخصيات السياسية و الثقافية كالملك ماسينيسا و الفيلسوف أبوليوس و الأب دونا، الخ، هم من الشاوية. هنا يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: كيف عرف دكتورنا بأن كل هؤلاء شاويون؟ أ يجهل بأن في ذلك الزمان خريطة العالم الأمازيغي مختلفة تماما عما عليها اليوم؟ إذ أن في تلك الفترة هناك امتداد جغرافي شمل الكثير من المناطق التي نراها اليوم منعزلة، مما سمح لأهالي تلك الرقعة بالاحتكاك و تكوين ثقافة واحدة. فهذا ابن خلدون الذي عاش في العهد الإسلامي- و هي أقرب فترة إلينا- كتب في كتابه "العبر" بأن "بلادix بجاية و قسنطينة كانت من قبل موطنا لقبائل الزواوة و كتامة و عجيسة و هوارة"x. و حتى التشابه الكبير الذي لازال قائما إلى يومنا بين اللهجتين القبائلية و الشاوية يشهد على الوحدة الثقافية التي جمعت حينذاك بين القبائل و الشاوية.


ختاما، أرجو أن يكون هذا الرد مقنعا للسيد عثمان سعدي و أمثاله، فيغيروا من أفكارهم تجاه القبائل و أن يساهموا في إحياء اللغة الأمازيغية (دون التخلي عن العربية) و نشرها حتى يتصالح الشعب الجزائري و يجنب له المزيد من الشقاق.




i حول هذا الموضوع، ارجع إلى "عروبة الجزائر عبر التاريخ" لعثمان سعدي.

ii تعتبر العبرية أقرب لغة إلى العربية من الأمازيغية من حيث المفردات و النحو و النظام الصوتي، فلماذا لم تصنف من بين اللهجات العربية ؟

iii فالمفردات التي لها علاقة بالجسم مثلا لا تستعار كونها لا تدخل إلى اللغة بدخول الغزاة أو التأثر بثقافة الغير.

iv "ورتيقا" قبيلة صنهاجية عاشت في عهد المرابطين.

v كلمة "أزول" مأخوذة من اللهجة الأمازيغية " تماشق" بالجنوب و تعني "السلام".

vi معظم مساجد بلاد القبائل بنيت بأموال المتبرعين من أهاليها، مما يشهد على مدى تشبث القبائل بالإسلام.

vii سورة آل عمران، الآية 159

viii سورة الروم، الآية 22

ix استعمال صيغة المفرد في كلمة "بلاد" لجمع بجاية و قسنطينة دليل على الوحدة الترابية لهذه المنطقتين

x ترجمة من, Paris 1986 Peuples et Nations du Monde, Extraits des « Ibar »,p480 , A.Cheddadi

source :